رأيت يسوع – لقاء لي مع الرب


القس صولومون أ فولورونشو هو مؤسس و رئيس المركز الدولي المسيحي للبعثات. هنا يخبرنا كيف، عندما كان شاباً على وشك الموت، أنه قد التقى مع يسوع حيث شفاه و حفظه. و قد أراه الجنة والنار، وأعطاه يسوع مهمة الوصول إلى الناس المحرومين من الانجيل في هذا العالم . هذا اللقاء مع يسوع قد غير حياته تماماً. 

 

" لتنزيل ملف: " رأيت يسوع - PDF (انقر زر الفأرة الايمن > احفظ الملف ك) 

 


رأيت يسوع – لقاء لي مع الرب

 


سولومون فولورنشو

Solomon A. Folorunsho

 

المحتوى :
تمهيد
الفصل الأول : ميلادي
*ميثاق الجد
*ولادة أعجوبيّة
الفصل الثاني : حياتي
*النضوج مريضاً
*أيام الدراسة
*رؤية الأخت ماري
*أحلام النُزُلْ
*حادثتان ضخمتان
*شعاع ضوء على قلبي المظلم
*أول تذوّق ليسوع
*حادثة أخرى غريبة
الفصل الثالث : مقابلتي مع السيّد
*الخداع الغامض
*من المرض إلى الموت
*كيف بدأ المرض
*الليلة الغير قابلة للنسيان
*مُعافى و مُعفى
*زيارة إلى الجنة و جهنم
*تحوّلي
*تغيير إسم عائلتي
*أول يوم في الاجتماع كمسيحي
*تجربة معمودية الروح القدس
*معارك بعد التوبة
*تحقُّق رؤية ماري
الفصل الرابع : خدمتي
*طاعة النداء
*تعال و ساعدنا
*إلهامات أخرى عديدة
*التنقل من مكان لأخر
*فترة الإنتظار
*كيف بدأت الخدمة

الخاتمة
هل تريد قبول الرّب يسوع المسيح كرّب و مخلّص لك ؟

مقارنة بين حياة يسوع و محمد

 

تمهيد :

و بينما أنت تفتح صفحات هذا الكتاب , قلبي ينطلق الى كل الناس في هذا العالم الذين لم يقبلوا الرّب يسوع المسيح كمخلّص لهم . أنا أصلّي أنَّ الرّب سوف يجلب لهم النور الذي سطع على حياتي عندما كرَّستُ حياتي للخدمة و التبشير بالانجيل الى أقصى بقاع العالم (يوحنا 34:4,لوقا 49:2)
اليوم ليس هناك العديد من الأشياء في العالم التي لا تزال حية في حياة البشر . أحلام العديد من الناس ,على ما يبدو, قد ماتت قبل أن تولَد . العديد كان لديه علاقات مكسورة واحدة تلوَ الأخرى و يجد أن جميعم قد إبتلعهم الموت . المقابر مليئة بالطموحات التي لم تكن مٌدركَة أبداً لأن مصدر إدامة الحياة الرّب يسوع لم يكون جزءاً أبداً في خطّة الإنجاز الناجحة لتلك الطموحات . لكن إسمحو لي أن أقول بكل جرأة أنّه حيُّ اليوم ! القبر لا يستطيع أبداً أن يحتجزه ! هو حيُّ ! الموت لن يستطيع أبداً السيطرة عليه ! هو حيُّ و مستعد لإغلاق كل قبر من اليأس في حياتك.

شكر و تقدير :

أنا ممتن لله لجميع الإخوة في قرية إيموهي الذين وقفوا لجانبي أثناء فترة إضطهادي و أعضاء و رئيس الكنيسة المسيحية التبشيرية لإعطائي الفرصة للحصول على نظرات عن ماهية تجربة الإرسالية.
أنا أبقى إلي الأبد ممتن للإله من أجل الشفعاء الذين قابلتهم في أوو (Owo) بالأخص قائدهم , لكل التشجيع و التوجيه الذي قدموه لي في الإرسالية.
شكر خاص للمبشرين و أعضاء المركز المسيحي الدولي للبعثات التبشيرية.
المبشر موسى , القس بن , إيفيلين , بول , و العديد من الأخرين الذين وسَّعوا جهودهم لجعل هذا الكتاب حقيقة يجب بكل تأكيد أن يُشكَروا.

تكريس :

أنا أُكرِّس هذه الشهادة للواحد الأمين و الصادق لتنفيذ إرادته الكاملة في حياتي . بدون الرب يسوع المسيح لما كان لدي مفهوم الكلمة المكتوبة بالأعلى "التكريس" . على أيّة حالٍ , لقد وجدت أن التكريس للمسيح سوف يضع الى الأبد مستوى في نمط حياتك , الذي سوف يفيض إلي داخل كل منطقة من وجودك.
أنا أكرّس هذا الكتاب إلى كامل جسد المسيح عبر العالم , الخراف الضالة التي لم تأتي بعد إلى القطيع و إليك لتجد الوقت لقراءة شهادتي . إن رغبتي الجدية هي أن حياتك سوف تٌلمَس من خلال الأسلوب العجيب الذي به كان المسيح قادرٌ على تغيير حياتي . اذا كان الرّب قادر على إيجادي , صولومون , في قرية صغيرة في نيجيريا , إذاً بالتالي يمكنه و بدقّة تحديد أين أنت في الحياة .
أكرّس هذا الكتاب إلى غير المؤمنين , الذين يبحثون عن الإجابة عن حالتهم . من المحتمل أنّكَ تسأل الأسئلة نفسها التي أصابت قلبي بخصوص من أين أتيتُ , لماذا أنا هنا و إلى أين أذهب من هنا . هل لي أن أتحدث الى حياتك بهذه الكلمات المشجعة . "أجوبتك هي بالفعل في داخلك في انتظار أن يكشف عنها المصدر الحقيقي للحياة،, يسوع."
استرح و استرخي و اسمح لشهادتي أن تنطلق بك الى ماضي , حاضر و مستقبل هذا الرجل الذي كان مقيّد و مُعمَّى من قبل هذا العالم لغاية اليوم الذي فيه ... قد رأيْتُ يسوع !

 

مقدمة :

فقط قلّة من الناس اثروا فيي مثل صديقي و أخي , صولومون من نيجيريا . لقد رأى يسوع , الجنة و الجحيم . قلبه يحترق للضياع . كتابه كتاب إنجيلي يقود الناس للخلاص من الخطية , السحر, التنجيم , عبادة الشيطان و جميع باقي أنواع الشر .
نحن نحتاج يسوع كفادٍ لنا أيضاً ; كتاب صولومون كتاب نبوي حيث يتحدّانا و يعطينا نظرة داخلية في خطط الله.
في نيجيريا , النهضة تسبّب العديد من التجارب الإستثنائية التي تحدث كل يوم في حياة الناس مثلك و مثلي , حيث أن المسيح المذكور في الكتاب المقدس يكشف عن شخصه في إفريقيا . بالنسبة لصولومون , من المهم جدا أن كل المسيحيين ان يطلبوا الله ليكتشفوا دعوة الله الخاصة لكل واحد فيهم, و الغرض منها و ان يخدموا فيها بقيادة الروح القدس . فقط بتلك الطريقة , نتمكن من الحصول على نهضة رسولية التي لا تختفي بل تدوم و تنمو حتى مجيء المسيح الثاني .
خلال زيارة القس صولومون إلى ألمانيا , لم نتعلَّم فقط التعاليم الراسخة التي في كلمة الله بل ايضاً الإشارات و العجائب و المعجزات التي كانت مُثبتة خلال هذه الإجتماعات . قوة الله كانت بيننا لأن هذا الرجل المتواضع من الله علَّمَ و أظهر الكلمة الحيَّة . لقد جاب أوروبا بإنجيل المملكة الراسخ بعمق في قلبه ; على امل ان الأخرين يعلموا أن ملكوت الله قريب وان هناك ملكٌ قادم إسمه يسوع ! اجتماع بعد اجتماع , أوروبا كانت تتحول بالرسالة و بالرسول الذي ألَّف هذا الكتاب .
قم بإستثمار في مصيرك الأبدي من أجل اليوم الذي سوف تقف فيه أمام الله و تعطي حساب حياتك . تعلَّم من تجارب القس صولومون , الذي وجد نفسه يحدق في عيون المخلّص الذي لم يعرفه أبداً او رأه من قبل و يجد الحب الذي لم يكن يعلم أنه موجود . من يعلم , من الممكن أن تكون أنت الشخص التالي الواقف امام يسوع . لذلك , أمنيتي هي أن يوقد هذا الكتاب نار مشتعلة في روحك تماما كما اشعل حياتي بكلمة الحياة , التي جلبت لنا من قبل أخي و صديقي , القيس صولومون فولورنشو .

القس غونتا غايبل , ألمانيا

Gunther Geipel, Vogtländischer Leiterkreis,
Deutschland


إنه لمن عظيم الشرف أن أكتب المقدمة لهذا الكتاب المليء بالقوة بعنوان ,, لقد رأيتُ يسوع '' . كان لديه تأثير هائل حتى على معظم القرّاء العرضيّين . أنا مؤمن قوي أن الكتاب يجب ان يكون انعكاس لماهية الكاتب في الحياة الحقيقية , و مرآة لحياة ذلك الشخص .
في نيسان 2004 , كان لدي الشرف للقاء صولومون فولورنشو أثناء الخدمة في ألمانيا . من بداية علاقتنا , كان من الواضح أنها سوف لن تكون علاقة خدمة بسيطة . إجتماعنا الأولي و العلاقة كانوا مدبّرين بالسماوات و مولودين من الروح القدس . في الأسابيع و الأشهر التالية , مشيئة السماء دفعتنا أنا و زوجتي لزيارة نيجيريا تحت إصرار مستمر للقس صولومون . لقد تعرفت شخصياً على قلب و حياة هذا الكاتب , الواعظ, المبشر , و رجل الله ,حيث كان ذلك خلال ثلاثة أسابيع من الخدمة المكثفة في نيجيريا خلال خريف 2004.
الشخصية الإلهية و النزاهة الروحية لهذا الكاتب , طاقم عمله , خدّام و مبشرّين يعطون مصداقية لقوة هذا الكتاب لخلق تغيير في حياة قرّائه .
صولومون رجل ٌ مهمتة الوصول إلى النفوس التي لم يتم الوصول إليها في المناطق النائية من العالم , ومهمة التبشير العالمي.
أثناء قراءة هذا الكتاب , ممكن أن تتوق لمقابلة شخصية مع إلهنا الرائع, يسوع المسيح , كما فعل القس صولومون . أنت أيضا سوف تختبر تغيراً جذرياً بالحياة و تحولاً سوف يجلب غاية و معنىً أبدياً لحياتك . فلتكن ملهماً و مباركاً أثناء قرائتك لهذا الكتاب المبارك .

Wayne D. Osborn
Founder; Senior Pastor
The Gospel Lighthouse Church
Lockhart, Texas, USA

 


الفصل الأول - ميلادي

ميثاق الجد

من هو الذي سوف يقف في وجه الله عندما يبدأ عمله ؟ أو من يستطيع إيذاء طفله الذي هو أرسله خصّيصاً إلى العالم لمهمة معيّنة ؟ سوف ترى من تجربتي أنه لا أحد على الإطلاق ! أرمياء 5:1; اشعياء 10:46
جدّي كان شيطاني جدّاً أو بالإستناد إلى معنى القاموس :
1. تشخيص للشيطان : إبليس
2. مناسب للشيطان , خصوصاً في درجة الشر او القسوة .
كان مهتم بإطالة حياته بطريقة شيطانية . لأن أبي كان الإبن البكر , شروط الميثاق كانت أنه في كل مرّة يرزق بطفل ذكر , يجب على الطفل أن يموت ليطول عمر الرجل العجوز (جدّي).
عندما أنجبت أمي ولدها الأول , تألمت و هي تشاهده يموت تحت ظروف بائسة . كونها ليست على علم بالعقد الشيطاني لحماها , لم تكن عالمة بمصدر المشكلة , لكن يا لتلك المرأة المسكينة! توجّب عليها تحمل كل الآلام بصمت . ماذا كان بإمكانها فعل غير ذلك ؟ كانوا جميعا يخافون الرجل العجوز .
عندما رُزِقَت بابنها الثاني , عندها علمت ماذا سوف يحصل . "اوه! أن هذا سوف يعيش." , قالت لنفسها . خوفها كان مفهوماً جيّداً . و مطابقاً لتوقّعها , الولد الثاني مات أيضا بغموض .
بعد الولادة لطفلتين الذين بقوا على قيد الحياة , حبلت بي أمي . "اوه, هذا الطفل من شأنه أن يكون أنثى , " هي قالت , " لأنه كيف أستطيع تحمل رؤية ثلاثة من أولادي يموتون أمام ناظري؟"
الآن بين وقت موت الولد الثاني و وقت الحبل بي , مات جدّي . بموت الرجل العجوز , كان يُعتقد بأنها سوف ترتاح , و لكن ليس كذلك ! واحد من أقرباء جدّي أتى ليقول لوالدتي أنه لم يحن وقت الإبتهاج , لكن مادام هو على قيد الحياة , سوف تنجب بداخل قبرها .

ولادة أعجوبيّة

بينما كانت والدتي في مرحلة المخاض لإنجابي , الأطباء كانوا يصارعون لأبقاء القريب الذي أخبر بإستمرارية اللعنة على قيد الحياة . لمجد الرب , كنت أستمتع بهواء الحياة النقي قبل أن يموت هو .

 


الفصل الثاني - حياتي

النضوج مريضاً

نموت في حالة مستمرة من المرض . كل شي بدأ حينما كان عمري سبعة أيامٍ . دمل كبير وجد طريقه إلى إبطي و ذاك كان كثيرا جدا لطفل في عمر السبعة أيام . أمي إعتقدت أنني سوف أموت , و لكنني قد نجوت.
لم يكن أبداً هنالك وقت قد إستمتعت فيه بحياة صحّيّة ثابتة . كان مرض تلو الآخر . أتى وقت كنت فيه مريضاً بشكل دائم . الزائر الغير مرحب به كان يأتي دائماً إمّا عند الرابعة مساءً او عند المغرب . عدا عن ذلك . كنت أعيش في خوف دائم من السحرة , المشعوذين , و بقية الأرواح الشريرة . لقد كانت كوابيس و محاربات كل ليلة .

أيام الدراسة

أيام دراستي كانت مليئة بالأوقات السيئة . نتيجة للمرض المتكرر , كنت دائماً ما أتغيب عن المدرسة , بينما في أوقات أخرى كنت أُجلَب للبيت مريضاً قبل أن تُغلق المدرسة .
على الرغم من هذا , كنت دائماً ناجحاً أكاديمياً . مرتبتي كانت إما الأول أو الثاني . بينما في المدرسة الإبتدائية , تألقي جلب لي المزيد من الأعداء بدلاً من الأصدقاء .
كوني كنت ضعيفاً لأكون ندّاً للأخرين في القتال و من بين أصغر الأولاد في الصف ; الأخرون الأقوى و الأضخم كانوا يهددونني قبل قدوم العطلة السنوية . كانوا يقولون , "أيها الزميل المريض , إذا كانت مرتبتك أو نتائجك أفضل من نتائجنا , سوف نشبعك ضرباً مبرحاً . " لذلك كان يوم النتيجة يعد وقتاً مخيفاً بشدة بالنسبة لي من أن أكون ضحية للأولاد الكبار لذلك كنت أحصل على نتائجي و أهرب مسرعاً قبل أن يدركوا ذلك .
وصلت بي الأمور إلى تعمد عدم الاجابة على بعض الأسئلة لكي أستطيع النجاة من غضب زملائي في الصف . من ناحية أخرى , عندما كنت أحصل على نتائج أقل من المعتاد , حيث كان لدي أب منظبط و صارم في المنزل . كان يبرحني ضرباً لحصولي على نتائج منخفضة .

رؤية الأخت ماري

في القرية المجاورة لنا , عاشت إمرأة مولودة من جديد تدعى ماري . هذه المرأة كانت مكروهة بمرارة من قبل تقريباً كل سكان القرية و كانت مضطهدة بشكل قاسي , و منبوذة . إذ أن إلقاء التحية عليها , و الذهاب لمنزلها , و الشراء منها او البيع لها كان سيجلب للشخص غضب القرية بأكملها ... لكن , هذه المرأة صمدت في وجه كل شيء .
في إحدى المرّات ماري أتت إلى منزلنا في القرية حينها قد كنت مازلت يافعاً و أخبرَتْ والدي أن لديها رؤية تخصّني و اتت لكي تنقلها لهم . " لدي رؤية تخص ولدكم " , روَت ماري . " لقد رأيت أنه قد وُلِدَ مجدداً مثلي و نتيجة لذلك , اضطهدتموه بشدة . لكنه صمد في وجه كل شيء و أصبح فيما بعد خادماً للإنجيل الذي سوف يجلب العديد من الناس من الظلام إلى النور .

أحلام النُزُلْ

في إحدى المرّات , في نُزُل المدرسة الذي كنت أذهب له , كان لدي حلم ٌ أعطى لكل النُزُل مزاجاً فرحاً , بينما كنت أروي لهم الحلم . في حلمي الأول , رأيت تجمع ضخم من الناس البيض و السود , ذكور و إناث , صغار و كبار, الناس من كل الاحوال , وكنت أوعظ لهم . و بينما كنت أتأمل في هذا الحلم , كان لدي واحد آخر و الذي فيه كنت راكباً لدراجة أجوب بها مدن , بلدات , قرى , مخيمات و في يدي جرسٌ , أرنٌّ به و أخبر الناس ان يتوبوا . إستيقطتُ و لم أستطع تمالك نفسي من الضحك . الطلاب الأخرين شاركوني بالفرح عندما رويت لهم أحلامي الغريبة .

حادثتان ضخمتان

بعد فترة وجيزة من أحلامي في النُزُل , العدو كان مازال يعمل لسلبي حياتي . كل هذا الوقت , كنت عائشاً بفضل العقاقير منذ ولادتي و خزانتي كانت مملوئة بهم , حتى أصبحت رائحة نفسي و ريقي تشبه رائحة العقاقير . أحد الحقن المعطاة لي كنتيجة لمرضي المتكرر أصابتني تقريباً بالشلل . بعد الحقنة في الردفين , إحدى رجلتي أصبحت متيبّسة و أصبح مكان الحقن متورم مع التهاب . و أخيرا عندما تم اجراء عملية عليها , القيح الذي خرج لم يكن طبيعياً . لكن , نجوت منها !
إحدى الليالي و بينما كنت بالمدرسة , رأيت شبحاً في هيئة إنسان و كان طويلاً بشكل غير عادي . بعد ذلك , أغميَ علي مراراً و تكراراً . تَوُجِّبَ إحضار أبي من القرية . حوالي منتصف الليل , كانت هنالك سيارة مؤجّرة لتقلّني . على طريقنا تلك الليلة بين إيكبوما و إيروكبن , كانت هنالك قوّة تجرّ عجلة القيادة و كان السائق يصرخ بخوف و ذعر . الهدف كان جرف السيارة إلى الوادي العميق القريب . مسامير غريبة ظهرت أمام العجلات الأمامية و أعطبتهم فجنّبت بذلك السيارة من الوقوع في الوادي العميق . معجزة عظيمة . عندما وصلنا لإيكبوما , كنت بحالة ممتازة .

شعاع ضوء على قلبي المظلم

"كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ." (يوحنا 9:1).
شيءٌ واحد هو جليٌّ و واضح , مهما كان الواحد بعيداً عن خالقه , القلب يضل في لهفة و شوق للمالك الحقيقي ليدخل فيه.
على الرغم من السنين التي كنت بها غير مؤمن , بقي ضوء الله يسطع في داخل قلبي المظلم . هذه الأسئلة بقيت تدور في ذهني , "من أين أتيت؟ لماذا أنا هنا و إلى أين أنا ذاهب من هنا؟" هذه الأسئلة كانت تقلقني بشدّة بعد إثارة مسابقات الرقص و باقي الملذات الأرضيّة , فراغ ضخم كان مازال في قلبي و اسئلة عديدة بقت من دون إجابة . قصة الخلق و ماحدث في جنة عدن التي علمت بها في المدرسة الإبتدائية كانت مازالت تأتي إلى ذهني .

أول تذوّق ليسوع

بينما كنت بالمدرسة , أتى مبشّر ليبشّرنا . وجدت نفسي أصغي إليه , على الرغم أن هذا لم يكن جزءاً من حياتي العصرية . تبشير هذا الرجل لمسني بشدة لدرجة جعلتني أعطي حياتي للمسيح . كنت سعيداً جداً . حالما غادرت الإجتماع التبشيري , خدعوني أصدقائي و قادوني إلى صالة الرقص و جعلني ذلك أن أترك على الفور القرار الذي إتحذته في الإجتماع التبشيري .

حادثة أخرى غريبة

في مجتمعي , كان هنالك ضريح ملعون . كهنوت هذا الضريح يأتي من سلالة عائلتي . عندما يموت الكاهن , يأخذ الإبن الأول مكانه لثلاثة سنين قبل أن يعطي المكان للرجل الأكبر في العائلة . كنتيجة لذلك , كل أول طفلٍ يُكرَّس لهذا الضريح منذ طفولته . كان من الحرام إعلام الشخص الذي في الخارج عن ماذا يجري أثناء التكريس او كشف أي سر من الأسرار المقدّسة . لقد أُجبرنا على الإعتقاد بأن الأرواح لن تسامح الأشخاص الذين في الخارج أو الخائن الذي قام بهذا الإنتهاك .
لقد أُخبَرنا أيضا حكايات غريبة و مخيفة بخصوص الضريح . كوني كنت الولد الأول لأبي , كُنْتُ لا بد أن أُكرَّس . كل مرة كنّا نتهيّأ للتكريس , كان هنالك مشكلة ما أو مرض يمنعوني عن ذلك . مرة من المرات , عندما تم تهييء المنصة لتكريسي , كنت في المزرعة مع إبن أخي الذي كان مكّرساً نفسه . كوني كنت شخصاً فضولياً , كنت أطلب معرفة سابقة عن ما سوف أمر به . و بينما كان يخبرني , جاءت عصا من العدم و ضربتني مباشرة في جبيني . تدفقت كمية هائلة من الدم منّي و أغمي علي . هذا ما قد منع تكريسي .

 


الفصل الثالث - مقابلتي مع الرّب

الخداع الغامض

نتيجة لأمراضي المستمرة و الخوف من التعرض للقتل أو الإيذاء من قبل الأعداء , جعلني ذلك أتعامل مع السحرة و الروحيين . أصبحت زبوناً معتاداً و ذلك أعطاني معرفة بطقوسهم .
كانت رغبتي لتحقيق طموحاتي بأن أصبح مهندساً كيميائياً , عالماً نووياً و مساعدة الفقراء و المظلومين وضعني في أماكن خاطئة لكن الله أنقذني من أن يتم سلبي من قبل إبليس بسبب خطته الإلهية لحياتي (الأمثال 12:14).
أحد الأحداث المتعلقة بهذا كانت عبر عالم معروف بأمور ماوراء الطبيعة الذي أصبح مشهور جداً بسبب تنبؤاته الدقيقة غالباً فيما يخص المناسبات الوطنية و الأشياء المتعلقة بأشخاص , و هكذا أصبح مثلي الأعلى . عندما علمْتُ عن الجمعية النيجيرية لعلوم ماوراء الطبيعة من خلال الإعلان في الصحيفة , أسرعت إلى مدينة بنين من أجل الكرّاسة لأصبح طالبهم . في ذلك الوقت , علمْتُ أنه سوف يتم أخذي إلى مكانٍ ما للتكريس . بعد ذلك , يتم تعيين معلّمٌ لي ليعّلمني , يرشدني و يعطيني معلومات يومية . لن أعصي أمره أبداً . كل هذه الأشياء أثارت ذهني الفضولي .
هذا "المعلم" , تم إخباري بأنه المعزّي بالإنجيل و الذي يقول أنه سوف يعلّمنا كل شيء و يقودنا إلى كل حقيقةٍ . لم أكن عالماً بأنهم كانوا يخدعوني و يقودوني إلى داخل عقد مع روح شريرة و ليس مع الروح القدس الذي يتكلم الإنجيل عنه . عدْتُ إلى قريتي لأحضر للتكريس . و بينما كنت أحضر لهذا أصابني مرض عضال و بعدها أصبحت طريح الفراش إلى حين مقابلتي مع الرب .

من المرض إلى الموت

"اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ" الأمثال 10:18.
وكما ترى من الفصل السابق , كنت رجلاً طامحاً للغاية الساعي للحصول على كل ما تستطيع الحياة من تقديمه لي . الذهاب من صالة رقص إلى أخرى , و سرعان ما حصلْتُ على شهرة من مسابقات الرقص و تمثيل الدراما . الإنتظار لأصبح عضو بالعبادة و الزيارات المتكررة لأطباء السحرة أعطاني حسّا بالأمان . كان غريباً علي ، حقيقة أن الحياة بدون المسيح ليست أمنة و ثابتة . إبليس , العدو , يمكنه في أي وقت أن يأتي خلسةٍ ليحزنك و ينهي حياتك .
طموحاتي أصبحت تكبر يومياً . الأفضل ما في الحياة كان كل ما أردت . و خلال ذلك أصابني مرض فظيع و الذي كان يتحدى العقاقير الأجنبية التقليدية . أقربائي ناضلوا لإنقاذ حياتي . عندما فشل كل علاج و دواء معروف ليعطي القدر اللازم من الشفاء , قادنا ذلك إلى طرق شيطانية للعلاج .
يا لحظّي ! كنت أموت بسرعة . "رجل يافع" , قالت دكتورة ساحرة , "الأعداء ألقو بلعنةٍ عليك . لقد كنت مسحوراً و الآلهات رفضوا أن يرضوا نيابة عنّك . كن جاهزاً للموت ." تبدّد أملي . عدتُ إلى منزلي لكي أموت .
كل ليلة بدت أطول بثلاث مرّات من المعتاد . كنت مليئا بالألم و العذاب متمنياً مجيء الفجر . و أخيراً حينما حان وقت الفجر , فإنه لم يعطني الراحة أيضاً . الماء الأشبه بالقيح الذي كان يخرج من أرجلي المتورمة أعطى رائحة بشعة حيث لم يكن أحد يرغب بأن يأتي لقربي . الموت حدّق في وجهي . و بينما كنت في حاجة ماسة للعيش, كل شيء وثقت فيه خانني . الطهو المحضّر من روث الحيوانات و الإنسان من قبل الأطباء السحرة و تعويذاتي فشلت لإعطائي المساعدة التي كنت بحاجة لها . الواقع خيّم علي ! هل سوف حقاً أموت ؟ ماذا سوف يحدث بعد هذا ؟ إلى أين سوف أذهب من هنا ؟ الخوف أحكمَ علي ; كانت ليلة مظلمة و هادئة .

كيف بدأ المرض

لقد كانت في أحد الليالي المعينة , تماماً في قريتي , ذهبت مع أصدقائي لملاقاة بعض الفتيات . و بينما كنت هناك , أحسسْتُ بشعورٍ غريبٍ في رجلي . تمكّنْتُ من العودة للمنزل . "ألم أحذرك من الحركة الليلية" , والدي صرخ علي .
قريباً تورَّمت كلتا رجلي و كانت تسيل منهم مادة ذات رائحة تشبه الماء. أتى وقت كنت فيه عاجزاً عن الخروج من المنزل . قبل أن أحبس في فراشي , فتاة مسيحية من مجموعة الزملاء حيث كنت أذهب لملاقاة فتيات , أعطتني "مجلة سيف الرب" , كتابة جون ر.رايس . قرأتها على فراش مرضي .

الليلة الغير قابلة للنسيان

على فراش المرض إستلقى الولدٌ الذي كان مستقبله في أحد الأوقات يبدو مضيئاً و واعداً . الحياة كانت تنحسر تدريجياً من جسدي الشاحب . الحقيقة كانت واضحة لي بأنني لن أرى الصباح التالي . ألم المرض و الخوف من الموت أرعبانني . كنت أئن و أشتكي طوال الوقت .
لا قوة لي الآن لأردد أي صلاة دينية و تقليدية من التي قد تعلمتها خلال طفولتي , و لا أيضا أن أنادي أي ألهة من العائلة و المجتمع لمساعدتي . إلى اليوم لقد خانتني كل هذه الأشياء ; لقد فقدت إيماني بهم بشكل كامل .
الأخرون في القرية كانوا يبدون نائمين . هل حقاً هنالك أحدٌ يكترث لولد يحتضر في الحارة , على الرغم من أنه أراد العيش بشدة ؟ بينما كنت أواجه مأزقي وحيداً في تلك الليلة و قلبي كان على وشك إستنشاق آخر نفسٍ ... شيئاً ما حقيقياً جداً و غير طبيعي حدث . كانت الليلة الغير قابلة للنسيان!
وقف صليبٌ في وجهي . عليه عُلِّقَ رجل و في يديه و رجليه مسامير . الدم تدفق بحرّية من جروح يديه , رجليه و جنبه المخزّق . الألم الذي إختبرته لم يكن شيئاً بالمقارنة مع عذاب هذا الرجل . كامل المشهد كان مليئاً بالحب و التضحية . من الصليب , خاطبني قائلاً : "إبني , أنا لست المسؤول عن مرضك . إنه الشيطان المسؤول عن هذا نتيجة لخطاياك . إذا كنت قادراً على الإيمان بي و التوبة عن خطاياك , سوف أغفر كل ذنبٍ لك و أشفيك من مرضك ." المزامير 15,16:107.

مُعافى و مُعفى

لا كلمات الخطيب أو كلمات كاتب باهر بإمكانها بدقة وصف الأعمال الرائعة لإلهنا . طرقه غامضة . سبّحوا الرب!
لخاطئٍ ميت و غير مُستَحِقْ , أظهر نعمته في أسلوب مدهش . دموعٌ ساخنة تدفقت فوق وجنتي . جاوبت , "ربّي , أنا أؤمن . أعطيك حياتي و أتوب اليك . أنقذني ." على الفور , رعب الموت تركني . كل ألم أصبح من الماضي . السلام تدفّق إلى داخل عقلي لم أعرف له مثيلٌ من قبل . كان كل شيء حقيقياً جداً . عَرِفْتُ أنه تم شفائي و إنقاذي . هللويا !

زيارة إلى الجنة و جهنم

كنت أبتهج بأن رؤية قد أتتني من السماء . كنت واقفاً خارج البوابة الجميلة للمدينة السماوية , و التي ينبعث منها ضوءٌ عظيمُ ساطعُ و عظمةُ تفوق الوصف البشري . بينما وقفْتُ هناك مذهولٌ من المجد الجميل المتألق , رأيْتُ العديد من الناس , يغننون و يسبّحون الشخص الذي كان مكسو بالمجد و الضوء المتلألئ , الذي سطوعه ملأ كل أرجاء الجنة .
و بينما كنت أشاهد هذا الرجل العظيم , إكتشفتُ أنه كان الرّب يسوع , ملك المجد . مشى الرّب نحوي بكتاب كبير في يده . مكتوب عليه , "كتاب الحياة" . بعد ذلك فتح الرب صفحة جديدة و كتب إسمي عليها بقلمٍ , مكتوب عليه , "دم يسوع" , و قال لي , "السلام لك" . لوقا 20:10 , رؤيا 15:20
أراني مجد و جمال السماء , أخبرني أنَّ هذه الممكلة المجيدة قد أُعدت لأجلي , و لكن لم يحن الوقت بعد لدخولي . أخبرني المسيح أنه هنالك عدد لا يحصى من الناس مثلي الذين ينتمون إلى هذه المملكة .
رأيت صفحات فارغة أخرى في الكتاب و أخبرني الرب أنه هنالك العديد من الناس الذي يريد إنقاذهم من خلالي . قال , "إذهب و املأ هذه المسافات و الصفحات الفارغة المتبقاة في سفر الحياة بأسماء هؤلاء الناس ." و حالما قال ل ذلك , أتى ملاكٌ لجانبي و أخذني للأسفل , للأسفل حيث الظلام الكئيب . أستطيع سماع صرخات الناس في عذاب هائل . رأيت شيئاً يبدو مثل البحيرة عميقٌ و ضخمٌ . وكان الحريق في كل مكان. كان هناك ناس في الداخل , بعذاب هائل . كانوا ينحبون , يطلقون أصواتاً و يشتمون . البعض كان يلوم الأخر . أشعياء 9:14 , لوقا 19:16-31 .
تعرَّفت على بعض الناس الذي كنت أعلم أنهم ماتوا في الأرض . كانوا أخبروني أنه عليّ العودة إلى الأرض و تحذير الناس لكي لا يأتوا إلى هنا . بدأنا بالصعود مجدداً طوال الطريق , تركني الملاك و عدتُ إلى جسدي .

تحوّلي

بعد هذه الحادثة , تبتُ عن كل أثامي , رميت كل التعويذات التي حصلت عليها من المشعوذين و السحرة , كسرت العلاقة الغير أخلاقية مع الجنس الآخر , توقفت عن الرقص في الملاهي و عن سبل الحياة الدنيوية الأخرى .


تغيير إسم عائلتي

إضطررتُ أن أغير إسم عائلتي من أيداميبور إلى فولورنشو . إسم أيداميبور يعني " الصنم جوجو هو السحر المرعب" , بينما فولورنشو يعني "الله سوف يعتني بك" . الحقيقة هي , حياتي تغيرت و أصبحت خليقة جديدة . كورنثوس الثانية 17:5.

أول يوم في الاجتماع كمسيحي

اليوم الذي أُنقِذْتُ فيه و شفيت فيه كان يوم السبت . اليوم التالي , طلبت من أخي الأصغر أن يقصَّ لي شعري . لم يصدّق ما سمعه مني بخصوص قص شعري . و مع ذلك , وبكل طواعية , قص شعري .
بحثت عن الكتاب المقدس . الكتاب الذي إستطعت الحصول عليه كانت نسخة ممزقة منقحة . ذهبت إلى الاجتماع . كان بإمكاني فقط البكاء طوال الخدمة . بدا و كأن القس و هو في وعظته كان يعلم كل ما مررت به تلك الليلة . عندما حان الوقت لأقف و أشهد عن كيفية إنقاذ و شفاء الرّب لي , كل الكنيسة انتعشت بشكل عظيم . تحوّلي أصبح حديث المجتمع بأكمله .
لم أعد أبداً إلى المكان الذي كنت معتاداً على ملاقاة الفتيات فيه لأنني تبدّلتُ .

تجربة معمودية الروح القدس

سبعة أيام بعد تحولي , الروح القدّس حلَّ عليَ و وهبني مقدرة التكلم بلغات جديدة . بعد ذلك , حماسي للرّب زاد و كنت أذهب من مكان لأخر , أشهد و أبشّر للعديد . أعمال الرسل 8:1;4:2.

معارك بعد التوبة

بعد تحولي , أعطاني أخٌ كتاباً من تأليف كينيث هاجين تحت إسم , "سلطان المؤمن" . هذا الكتاب و كتاب أخر "كيفية تحويل إيمانك إلى إيمان طليق" , ساعدوني كثيراً . بعد قراءة الكتاب الأول (سلطان المؤمن) , الإختبار الأول حصل في تلك الليلة . كائن ظهر أمامي , مثل الوحش في هيئة بشرية . كان عدوانياً جداً و كان يطاردني . تذكرت فوراً ما قرأت بالكتاب و قلت , "أنت , أيها الشيطان , بإسم يسوع المسيح أربطك و أطرحك خارجاً" , و هذا كان كل شيء . لوقا 19:10; فيليبي 10:2-11.
كم أسعد قلبي معرفة أنَّ إسم المسيح بالواقع يملك قوة هائلة لا تستطيع الشياطين أو إبليس مقاومتها . الليلة التالية , راودني حلمٌ و رأيتُ كائن جميل مخادع الذي بدا ودوداً , لكني شعرت بحضور الشيطان في كل مكان . بعدها تذكرت قوة إسم يسوع و قلت "أنت , قوة الظلام , بإسم يسوع المسيح أربطك و أطرحك خارجاً" . و طُرِدَ للفور .
بعد ذلك بعد أربعة أيام من تحولي , راودني حلم أخر . كنت واقفاً في ماءٍ عكرٍ و الذي كان فيه الهةٌ . كان هنالك العديد من السمك و الأفاعي في الماء , مقادة من الالهة . أرادوا لمس قدمي و إيذائي ; لكن في كل مرة كانوا يقتربون بها , شرارات من النار كانت تخرج من جسمي لتبعدهم . بعده سألت نفسي ماذا كنت أفعل هناك . طردت تلك الالهة بإسم يسوع المسيح . كل شيء تلاشى! بهذه الإختبارات , كنت أنمو بالإيمان .
بعد عدة ليالي أُرسِلْتُ بمهمة برفقة بعض الأخوة الأصغر . و في طريق عودتنا , كان علينا المرور عبر مجمع المدارس الإبتدائية . في ذلك المجمع , سمعت صوتاً غريباً لإجتماع في الظلام (ليست أصوات بشرية) . تذكرت سلطاني كمؤمن و أطلقت الأمر : "أنتم ,الساحرون و المشعوذون المجتمعون هنا, أربطكم و أطرحكم خارجاً بإسم يسوع المسيح" . كلهم فرُّوا بعيداً .
و حينما وصلنا بالقرب من المنزل , نفس الصوت الغريب كان مسموعاً من قمة الشجرة بالجوار . أعطيت الأمر نفسه و نفس الشيء حدث مجدداً . فترة قصيرة بعد ذلك , كنت راكباً لدراجتي متوجهاً إلى القرية التالية لأخذ بعض درنات البطاطا من حديقة مدرسة أبي . و بينما كنت في طريقي مسرعاً , الطريق الذي كنت أسلكه بشكل مستمر فجأةً أصبح طريقين و وجدت نفسي في داخل شجيرة . حادث! عندما حدث هذا , رأيت يداً إلهيَّة رفعتني من على الدراجة و وضعتني على شيءٍ أشبه بالسرير . الشيطان أراد سلب حياتي , لكن الرب أنقذني , فقط جزء صغير من أحدِ أسناني إنكسر . و من بعد ذلك , أصبح لدي إنتصار على إبليس , المرض و الخوف .

تحقُّق رؤية ماري

كل شيء رأته ماري في رؤيتها تحقق في حياتي .؟ عندما ولدت من جديد , أبي إضطهدني بشدة لدرجة أنه هربت بعيداً عن المنزل لأتابع دعوة الرّب . أبي و أمي لم يعلموا أبداً أين كنت لعشر سنين . بعد هذه الفترة الطويلة , سمعوا عن مكان وجودي و عن تقدمّي في عملي . بعد ذلك أتوا إلي وقد غيروا من موقفهم تجاهي و قبلوا برؤيتي بل حتى أصبحوا جزءاً منها .

 


الفصل الرابع - خدمتي

طاعة النداء

"لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ، حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيبًا مَعَ الْمُقَدَّسِينَ." أعمال الرسل 16:26-18
لقد أُخْبرْتُ عند البوابة الجميلة للجنة أنه يجب أن أذهب و أجلب بقية الناس مثلي للمسيح و أملأ سفر الحياة بأسمائهم و بسبب رسالة هؤلاء الذي التقيتهم بجهنم لأحبائهم على الأرض , تم إرسالي للتبشر بإنجيل يسوع المسيح كل الوقت .
في الاجتماعات التي كنت أذهب إليها بعد تحولي , أصبحت عاملاً . بدأت كمرشد و من بعدها أصبحت أستاذً للأطفال و هكذا , حتى أصبحت واعظاً للمصليين. الرّب كان يبنيني للمهمة المقبلة . كل هذه الأشياء حصلت في فترة قصيرة من الزمن .
و بسبب الحماسة للإستجابة لنداء الرّب , انضممتُ إلى إرسالية حيث تم إستدعائي للوعظ في الكنائس . كل تجمع أُرسِلْتُ له بأمرٍ من الإرسالية نما بشكل هائل . و بفترة وجيزة من الزمن , كان هنالك تزايد بالأعداد و الأرواح .

تعال و ساعدنا

على الرغم من أنني سجلت نجاحاً في كل كنيسة ذهبت إليها كواعظ , لم أكن راضٍ لأني لم أُنفّذ كل ما دعاني الله له . لأن دعوتي كانت أكبر من أن أكون فقط واعظ لجماعة مصليين.
أتاني وحي و رأيت كرسياً كبيراً للمشرف العام للإرسالية التي كنت أعمل لصالحها . الكرسي العالي و الكبير و المرموق كان محجوزاً لي أنا , لكن و بينما كنت أنظر للكرسي الذي كان مرموقٌ من الجميع و كانوا يتوقعوني بأن أجلس عليه , شعرت بأن هذا ليس ما دعاني الرب لأجله , لذلك قررت الذهاب لخارج المبنى .
المنظر أمامي بقدر ما كان حساس كان مرعباً أيضاً . رأيت بأنه بينما كان يُعرَضْ علي الكرسي المرموق لأسترخي و أبدأ الإحتفال و التنظيم , طابور طويل من الناس من جميع الأجناس والأعمار والحالات كان يتحرك باتجاه . الخط كان طويلاً جداً لدرجة أنه لا يمكن رؤية نهايته . كان منظراً مروعاً ! حيث كان الناس ذاهبين , كانوا يسقطون في بحيرة النار . البكاء و النحيب مزَّق قلبي . بينما كانوا هؤلاء الناس يسقطون في بحيرة النار , كانوا يشيرون إلي لأساعدهم . منذ ذلك الحين , لم أكن أبداً الشخص نفسه مرة أخرى .

إلهامات أخرى عديدة

كنت دائماً أرى بلداناً مختلفة في العالم . أحياناً , كنت أرى ناساً جائعة و هزيلة تدعوني لكي آتي و أطعمهم . السجناء كانوا ينادوني لآتي و أفتح لهم أبواب السجن . البعض كانوا مقييدين ينادونني لآتي و أفك أسرهم . بينما أخرون كانوا ينادونني لآتي و أشفيهم .
من بين فيض الوحِيٌّ الذي راودوني , رأيت أيضاً شجرة عظيمة في مركز العالم ذات غصون متفرعة الى جميع الأركان والزوايا المظلمة من الأرض, مليئة بملايين الثمار على كل الغصون . كانوا كلهم ناضجين . بعدها كلمني الرّب قائلاً , "هؤلاء ما تبقا من المحصول , الناس الذين لم يتم الوصول لهم حول العالم , إذهب إلى العالم و أجلبهم إلى مملكتي . هذا هو سبب إنقاذي لك" . يوحنا 35:4
بعد هذا بفترة وجيزة , راودني وحيٌ أخر حيث شاهدت الأرض و الثمار مجمَّعين في بقاع مختلفة من الأرض , ضمن ثقافات و قبائل و ناس مختلفة . كلمني الرّب مرة أخرى قائلاً , "إذهب إلى كل القبائل و الناس في العالم و إفعل ما أرسلتك لأجله عن طريق تجميع هذه الثمار في مملكتي" .

التنقل من مكان لأخر

لقد تلقيت دعوة الرب في الليله نفسها الذي قبلت بها يسوع و كل الرؤى التي راودتني جاءت في وقت لاحق ; كان لدي دافع قوي لأذهب و أتمم الرؤية التي أعطاني إياها الرّب. هذا قادني إلى العديد من الكنائس , الإرساليات و الى قادتهم , و حتى إلى الأنبياء الكذبة أيضاً . البعض كان يشك فيَّ و البعض الأخر كان يترفَّع عني و يستهزء بي . لقد كنت مشوشاً .
في وسط هذه الأمور , أتتني رؤية و التي فيها رأيت طريقاً يقود إلى هذه الإرساليات المختلفة التي كنت أعرفها سابقاً . قلت , "دعني أذهب لهذه الإرساليات لكي يرشدوني لكيفية الإستجابة لدعوة الله و فعل العمل العظيم الذي طلبه مني" .
و بينما كنت على الطريق في رؤيتي , أتيت إلى المكان الأول حيث الإرسالية كانت تحتفل بعيد ميلادها السنوي . بالحقيقة , لم يكونوا مكترثين بأي طريقة للمليارات من النفوس التي كانت ذاهبة إلى جهنم من مختلف أنحاء العالم الذي أرسلني الرب لتحريرها .
ثم ذهبت إلى إرسالية أخرى حيث كانوا يدهنون و يجددون مبناهم . لم يكترثوا لي . كانت القصة عينها في جميع الإرساليات الذين زرتهم من أجل رؤيتي . البعض كان يحتفل بالممتلكات التي يملكونها و المناصب الكنسية التي تقلَّدوها . ولا أحد كان مهتم .
و بشكل خاص التقيت برجل الله "الكبير" , الذي كان منشغلاً بغسيل إطارات سيارته الجديدة . إقتربت إليه و قلت له , "سيدي , الرّب ناداني لأذهب و أنقذ النفوس الضائعة في العالم . هل بإمكانك إخباري عن كيفية إتمام هذه الدعوة ؟" نظر إلي و ازدراني و انحنى مجدداً ; مركزاً على العجلة الذي كان يغسلها .
بإرتباك , عدت إلى حيث بدأ الطريق , متسائلاً لماذا يجب أن أعامل بسوء من قبل أولئك الذين كانوا من المفترض أن يملكوا الرؤية نفسها التي أملكها . بعد وقت , فكرت بأعماقي , "دعني أعود لهم من جديد , من الممكن أنهم سوف يعيروني إنتبهاهم الآن ." و بينما كنت على وشك الذهاب , أُغلق الطريق الذي يقود إليهم .
و بينما أنا هنالك , أنظر بتمعن , رأيت طريقاً جميلاً و لكن ضيقاً أيضاً . كان لدي رغبة لأستقل هذا الطريق . و بينما كنت أتقدم فيه , رأيت بناءاً رائعاً و قوياً مبنياً على الصخر . كان هذا البناء مبني من الذهب و الفضة و الأحجار الثمينة .
في هذا المبنى , إلتقيت بمبشر أبيض كبيراً جداً بالعمر . أتى ليسلّمَ علي و يقول لي , "أهلا وسهلاً بك. كنت بإنتظارك . الآن , حان الوقت لأعود لوطني ." أعطاني مفاتيح المبنى و بدأ رحلته لبلده البعيد .
و بينما كنت أشاهده و هو يخرج , حضنني بقوة و كان يخبرني أشياء مختلفة عن ما سوف أمر به . أخبرني أن لا أقلق لأنه سوف يعود و يأخذني لبلده بعد أن أنهي عملي . بعيداً , بعيداً حتى التلال , رأيت البلد الذي كان ذاهباً إليه و كان جميلاً جداً و عظيماً .
عندما عدت إلى شرفة المبنى و المفاتيح بيدي , إنتهت الرؤية .
قضايا أخرى تفاقمت بينما كنت أتقدم بالبحث عن المبشر الأبيض العجوز في رؤيتي ذاهباً من بلدة لأخرى و من مدينة لأخرى أستفسر عنه حيث أنه كان في هذا البلد لفترة و أعطاني عمله . في هذه العملية , إلتقيت أخ معيَّن , كان متواضعاً جداً و يحب الرعاية . كان ينظم جماعة للصلاة ; صلاة للناس الذين لم يتم الوصول إليهم . لقد كان الشخص الذي إستخدمهم الرب لإعطائي فهم واضح عن كل ما كان يعنيه الوحي . لذلك , بقيت مع هذا الأخ لبعض الوقت و زرعنا كنائس لإثبات دعوتي .

فترة الإنتظار

بعد قضاء بعض الوقت مع الأخ , عدت إلى مدينة بنين حوالي عام 1988 لأنتظر الرّب لسنتين و ثلاثة أشهر , أدرس , أصلي و أطلب وجه الله . خلال هذه الفترة , تلقيت تعليمات من الرّب و حساسيتي لصوت الرّب أصبحت ناضجة .

كيف بدأت الخدمة

طلب مني الرّب برؤية أن أبدأ إرسالية تبشيرية للأشخاص الذين لم يتم الوصول إليهم في مدينة بنين .
طاعةً للروح القدس , أتيت إلى مدينة بنين بدون معطف أو طاقم مرافق أو حتى مال مثل التلاميذ القِدماء (لوقا 4:10) , واثقاً بالله بإمداده الإلهي . شكرا ربّي , على مر السنين , قد أثبت نفسه عن طريق توفير إحتياجاتي كدليلٍ أنه هو الذي أرسلني .
في عام 1991 , بدأْتُ في "المركز المسيحي الدولي للبعثات التبشيرية" , لإيصال الرؤية للذين لم يتم الوصول إليهم , بطاعةٍ للرؤى السماوية التي تلقيتها من الرّب. "مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ لَمْ أَكُنْ مُعَانِدًا لِلرُّؤْيَا السَّمَاوِيَّةِ." أعمال الرسل 19:26
منذ ذلك الحين , قد زرعت هذه الإرسالية العديد من الكنائس و لديها العديد من المبشّرين بين الناس الذين لم يتم الوصول إليهم في العالم ; في المدن و البلدات و القرى و المخيمات و المناطق التي على ضفاف الأنهار .

 

الخاتمة

ياه ! من كان يظن بأن خاطئ مثلي سوف يتم إنقاذه من المسيح ؟
ياه ! من كان يظن بأن المسيح قد عرفني حتى في وسط الكثير من الخاطئين ؟
من كان يظن بأنه سوف ينقذ واحد مثلي الذي كان ضائعاً و استسلم للموت في الخطيئة ؟ و لكن ها هو الأن , غفر خطاياي , غسلني بدمه , سلّحني بكلمته و أرسلني إلى العالم لأكون سفيراً لكل الأمم ; يكرز بالبشارة للخليقة كلها.
و أنت , صديقي العزيز , أطلب منك و أنت تقرأ هذا الكتاب ... هل أنت مسيحي ملتزم , مولود من جديد ؟ كن قوياً و لا تنظر للخلف أبداً الرّب معك . أملك يكون في الجنة و جائزتك تنتظرك هناك .
هل أنت مسيحي مرتد ؟ عد لحبّك الأول و إعلم بأن المسيح مازال يحبك و هو جاهز ليغفر لك , و يستعيدك و يعمل في حياتك من جديد .
هل أنت خاطئ مثلما كنت أنا ؟ أنت تحتاجه مثلما أنا كنت بحاجته . هو جاهز لينقذك مثلما أنقذني . هو معك الأن أينما كنت , يدقُّ على باب قلبك و أنت لن تكون الشخص نفسه مرة أخرى أبداً . رؤيا 20:3.

 

هل تريد قبول الرّب يسوع المسيح كرّب و مخلّص لك ؟

صلّي هذه الصلاة :
أبي العزيز في السماء , آتي إليك بكل قلبي . إغفر لي خطاياي . أتوب عنهم كلهم .
أيها الرّب يسوع , تعال و أدخل إلى قلبي و إغسلني من كل خطاياي . أنقذني الآن و إعطني الحياة الأبدية .
أيها الروح القدس تعال و أدخل إلى قلبي و إملأني بقوتك و غطيني بحضورك . قُدْني , و أَرشِدنيْ , و علمني كلمتك بإسم يسوع .
أيها الآب , كطفل لك ساعدني الآن , لأعرف ارادتك في حياتي و لألبي هدفك من جلبك ليَ على هذه الأرضِ . بإسم يسوع , آمين .


مقابلتك مع الرّب من الممكن أن لا تكون مثل مقابلتي , الرّب يقابل كل واحد منّا في مكان حاجتنا .
أصلي أن كل يوم سوف يجلبك لعلاقة قريبة و شخصية مع الرّب يسوع . أنا أشجعك للبقاء بقربه عن طريق الصلاة , والاجتماعات و قراءة الإنجيل .
و بثقة عظيمة , أستطيع أن أقول لك يا صديقي , أنت أيضاً سوف يأتي يوم تقول فيه ... لقد رأيْتُ يسوع !

 

 مقارنة بين حياة يسوع و محمد